
أصدرت الأمم المتحدة بالتعاون مع جامعة أوكسفورد تقريرا جديدا يكشف أن أكثر من مليار شخص في العالم يعيشون في فقر مدقع. وأشار التقرير إلى أن حوالي 1.1 مليار شخص يعانون من فقر متعدد الأبعاد، منهم 455 مليونا في مناطق النزاع.
ويعيش أغلب هؤلاء في جنوب الصحراء الإفريقية وجنوب آسيا، حيث يشكل الأطفال نصف الفقراء. ويعيش 85% من الفقراء في المناطق الريفية، ويعاني 46% منهم من فقر مدقع. وعلى الرغم من التقدم المحقق في بعض الدول، يبقى القضاء على الفقر تحديا عالميا كبيرا.
وأظهر تقرير أن معدل الفقر في الدول التي تشهد نزاعات مسلحة أعلى بثلاث مرات من نظيراتها المستقرة، مما يعكس آثار الحروب على الظروف المعيشية للسكان. وأفاد التقرير بأن عدد النزاعات المسلحة في عام 2023 كان الأعلى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ما يفاقم من أزمة الفقر في المناطق المتضررة.
وأوضحت يانشون جانغ، كبيرة خبراء الإحصاء في البرنامج الأممي، أن الأفراد في الدول التي تشهد حروبا يواجهون حرمانا أشد بثلاث إلى خمس مرات مقارنة بالدول المسالمة.
وأكدت سابينا ألكيره، مديرة مبادرة أكسفورد، أن الحروب تعيق جهود مكافحة الفقر، حيث يقيم 40% من الفقراء في مناطق النزاعات. ودعت إلى ضرورة تعزيز فرص السلام لتحقيق هدف القضاء على الفقر عالميا.
أما الخبراء فقد رأوا أنه لمكافحة الفقر الحاد، يجب التركيز على تحقيق السلام والاستقرار في الدول المتأثرة بالنزاعات، إلى جانب الاستثمار في البنية التحتية والخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة. تعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة، ودعم التنمية الزراعية، وتوسيع برامج الحماية الاجتماعية للفئات الضعيفة، يعد من الحلول الفعّالة. بالإضافة إلى ذلك، يجب تعزيز الحكم الرشيد ومكافحة الفساد لضمان استخدام الموارد بشكل صحيح. هذه الجهود المتكاملة يمكن أن تساهم في تقليل معدلات الفقر وتحسين الظروف المعيشية.
يُصدر برنامج الأمم المتحدة ومبادرة أكسفورد مؤشر الفقر متعدد الأبعاد العالمي، منذ عام 2010، والذي يعتمد على بيانات من 112 دولة، تمثل نحو 6.3 مليارات شخص. يعكس هذا المؤشر عدة جوانب أساسية للحياة مثل السكن، والصرف الصحي، والكهرباء، والتغذية، والتعليم.
وتأتي الهند في مقدمة الدول الأكثر فقرا، إذ يعاني 234 مليون شخص من الفقر (من أصل 1.4 مليار نسمة). تليها باكستان بـ 93 مليونا، ثم إثيوبيا ونيجيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.